حقيقة وجود دليل شرعي على جواز تقصير مدة خطبة صلاة الجمعة الى 15 دقيقة

حقيقة وجود دليل شرعي على جواز تقصير مدة خطبة صلاة الجمعة
  • آخر تحديث

تنطلق قرارات المملكة المتعلقة بالإنسان من مبادئ الشريعة الإسلامية، التي تركز على أهمية حفظ النفس البشرية وحمايتها من الأضرار والهلاك.

حقيقة وجود دليل شرعي على جواز تقصير مدة خطبة صلاة الجمعة

ويتجلى هذا في قوله تعالى: "وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" (النساء: 29).

بناء على هذا المبدأ، تم اقتراح تقليل وقت خطبتي الجمعة في الحرمين الشريفين إلى 15 دقيقة بدلاً من 30 إلى 45 دقيقة حاليًا، بهدف التخفيف على المصلين في ظل ظروف الحرارة المرتفعة، وذلك لتحقيق الوقاية والحفاظ على سلامة النفوس.

مقاصد الشريعة الإسلامية وحفظ النفس

يعد حفظ النفس البشرية أحد المقاصد الخمسة الأساسية للشريعة الإسلامية، والتي تشمل حفظ الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض.

هذه المقاصد تعتبر أمهات الأحكام الفرعية، ويؤكد جمهور الفقهاء أن الشريعة تسعى لتحقيق التوازن بين هذه الأمور لضمان حياة كريمة وآمنة للإنسان.

توازن الإسلام بين الروح والجسد

يميز الإسلام عن الديانات الأخرى بتوازنه بين متطلبات الروح وحاجات الجسد.

فهو لا يحتقر الدنيا ولا يهين الجسد كما في بعض تفاسير المسيحية، ولا يهمل الروح كما في اليهودية.

بدلاً من ذلك، يدعو الإسلام إلى التوازن بين العمل في الدنيا والسعي للآخرة، مما يربط بين ذكر الله وعبادته وبين السعي لتحقيق المصالح الدنيوية، بحيث تكون هذه المصالح نفسها وسيلة لذكر الله وتعزيز الروحانية، دون أن تصبح عائقًا أمام تزكية النفس وسموها.

مبررات تقليل وقت الخطب في ظل الحرارة الشديدة

تتبنى الحكومة السعودية شعار "الإنسان أولًا"، ومن هذا المنطلق جاء مقترح تقصير خطبتي الجمعة إلى 15 دقيقة للتخفيف على المصلين، خاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة.

مكة المكرمة والمدينة المنورة تشهدان زحام شديد يجعل الكثير من المصلين عرضة لحرارة الشمس المباشرة، خصوصًا في الفترة من الساعة 11:00 صباحًا إلى 4:00 عصرًا، حيث تبلغ درجات الحرارة ذروتها.

هذا الوضع يعرض المصلين للإجهاد الحراري والإعياء، خاصة المرضى وكبار السن، مما يجعل تقليل وقت الخطب إجراء ضروري للحفاظ على صحتهم وسلامتهم.